في دمنة خدير .. ثلاثة أطفال يرمون رابعاً من الدور الثالث لمدرسة النصر
الطفل أنور عبد الرزاق سعيد (11) عاماً. نشأ وترعرع في قرية المحضوض، بالحوبان مع أسرته.. درس أنور بمدرسة الخير بالحوبان.. نجح للصف الخامس، وفي بداية هذا العام قرر الأب نقل مسكنه إلى مدينة الدمنة.. وفور النقل قام الأب مباشرة بتسجيل ابنه الوحيد – أنور – في أقرب مدرسة للسكن.. إنها مدرسة النصر.. المدرسة الجديدة للطفل أنور.
باشر أنور دراسته في مدرسة النصر، الكل يحرص على دراسته ويحبه – الأب والأم وأخواته الست – إنه الابن الوحيد للأسرة.. أنور أيضاً يحب أسرته ومدرسته.. كل يوم يذهب ويعود من وإلى المدرسة بكل حب وأمان.. حتى لو كان مريضاً يصر على الذهاب إلى المدرسة.. لا يريد أن يفارق المدرسة والدروس، ولكن فجأة وبالفترة الأخيرة بدأ أنور يتخوف من الذهاب إلى المدرسة.. بكى كثيراً ليظهر خوفه من المدرسة ولكن قُوبل خوفه باللاَمبالاة من قبل الأسرة.
حاول الطفل أنور أن يشرح لأبيه قبل خمسة أيام من الحادثة بأن هناك نفر من الطلاب يريدون أن يلقوه من على مبنى المدرسة فلم يصدق الأب ذلك..
الأم أيضاً لم تصدق ما قاله أنور..
لم يجد أنور أذناً صاغية لسماع معاناته، وأمام إصرار الأسرة ذهب للمدرسة وهو يبكي..
كان يوم الثلاثاء 5/4/2011م اليوم الأخير للذهاب إلى المدرسة.. وصل أنور إلى المدرسة، وأثناء الراحة وبينما هو في طارود الطابق الثالث اجتمع عليه ثلاثة طلاب (أبو بكر 13 عاماً – صف خامس، سعيد 9 أعوام – صف ثاني أساسي، أمجد 13 عاماً صف سادس – من حارة واحدة) ودون خوف قاموا بإلقائه من الدور الثالث..
أرتطم جسم أنور بساحة المدرسة وعلى الفور تم نقله وهو ملطخ بالدم إلى مستشفى الرفاعي بالحوبان.. كان السقوط قوياً وعلى الرأس، الأمر الذي أدى إلى حدوث نزيف بالدماغ وسبعة أكسار بالجمجمة بالإضافة إلى كسر بالحوض والفخذ واليد..
مكث أنور بالعناية المركزة لمدة أسبوع، خسر الأب أثناء بقائه بالعناية أكثر من مليون ريال، ومع ذلك رحلت الفلوس ورحل معها أنور يوم الاثنين 11/4/2011م، وفي تمام الساعة الرابعة والنصف عصراً دفن في مسقط رأسه في قرية (الخلل) أقروض، مسراخ، دفنت جثة أنور الصغيرة في مقبرة القرية، وبالمقابل نقل الثلاثة الأطفال الآخرين إلى نيابة الأحداث للتحقيق، ولا تزال القضية هناك حتى إعداد الخبر للنشر.